نحن العرب ليس لدينا إلا الدعاء ، كل الأمم تعمل، وديننا الإسلامي يحثّ على العمل، إلا أننا ندعو ونتضرع لا غير، ومثلما دعوت من قلبي بالهزيمة لأمريكا حينما اعتدى العالم كله بقيادة أمريكا على العراق، أدعو الله الآن من قلبي أن ينصر إيران على الكيان الصهيوني وأمريكا وأوروبا، فكل من يقف مع الصهيونية هو عدو الإنسانية.
وكنت طوال عمري لا أوالي البعث ولا إيران، وكان الكيان الصهيوني يهدد إيران منذ ثلاثين عاماً ، لكن بوجود ترامب أصبح التهديد حقيقة.
إن العدوان الصهيوني الغاشم والمباشر على إيران، أظهر كل نظام على حقيقته، بلا مواربة ولا نفاق ولا مكياج، فها هي الدول الاوروبية التي تريد الاعتراف بالدولة الفلسطينية المنزوعة السلاح والقرار، يصرّح قادتها بالوقوف علنا مع الصهاينة، فالرئيس الفرنسي يقول: (سنقف مع اسرائيل إذا تعرضت إلى هجوم من إيران)! إنه ليس هجومًا يا ماكرون، إنه دفاع عن النفس، هل يحلّ لكم ما لا يحلّ لغيركم؟ حلال على الصهاينة السلاح النووي وحرام على أية دولة أخرى امتلاك السلاح النووي! مع أن إيران صرّحت ألف مرة بأن تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية، ولا نستبعد بعد أن تنتهي أمريكا من إيران أن تلتفت إلى باكستان وتقصف المفاعلات النووية فيها. وبعدها يأتي الدور على تركيا ومصر والمملكة العربية السعودية.
أما ألمانيا فلا تحتاج إلى تصريح، فموقفها نازي ثابت.
وبريطانيا تواطأت مع الصهاينة لنقل معداتها العسكرية عبر قبرص للمساندة.
وبالطبع أمريكا هي الداعم الأول لهذا الكيان الصهيوني الغاصب، ومن خلفها الأنظمة الأوروبية البائسة التي تقف ضد شعوبها، بعد أن كانت أوروبا السبب في تأسيس هذا الكيان الصهيوني الغاشم، هذه الأنظمة التي تدّعي الديمقراطية وحقوق الإنسان، هي أبعد ما تكون عن الديمقراطية والإنسانية، أنظمة قامت على استغلال الشعوب الأخرى ومصّ دمائهم وسرقة ثرواتهم، وخاصة بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا.
نابليون بونابرت، يُعتبر أول من دعا إلى تأسيس دولة لليهود خلال حملته العسكرية على مدينة عكا الفلسطينة عام 1799.
روتشيلد، قدم 14 مليون فرنك لإنشاء 30 مستعمرة، والتي رفعت العلم الصهيوني الحالي في عام 1885.
وفي عام 1896 نشر تيودور هيرتزل كتابه "الدولة اليهودية"، والذي يتحدث صراحة عن إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، واصفاً إياها كذباً أنها "أرض بلا شعب".
وعقب إصدار هرتزل كتابه، أرسل الطبيب ماكس نوردو (المساعد لهرتزل)، أثنين من كبار رجال الدين اليهود إلى فلسطين لمعاينة الواقع فيها، وبعد وصولهما وإطلاعهما أرسلا له رسالة من سطر واحد:
"العروس جميلة جداً ومستوفية لجميع الشروط، ولكنها متزوجة فعلاً".
وتنفي هذه العبارة عدم وجود شعب في فلسطين، كما ادّعى هرتزل.
إثر ذلك، عُقد المؤتمر الصهيوني الأول عام 1897 في بازل، برئاسة هيرتزل، وبحضور نوردو، والذي تبنى تأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين. ثم اتفقت الدول الأوروبية على تأسيس إسرائيل في مؤتمر سان ريمو في عام 1920.
وخلال ذلك المؤتمر، تم الاتفاق على منح الانتداب البريطاني على فلسطين، ووضع الأساس لإنشاء وطن قومي لليهود.
وفي 1907، اجتمع رئيس الوزراء البريطاني كامبل بانرمان برؤساء أوروبا وقال لهم: "إذا أردتم أن يظل الغرب قوياً مهيمناً فعليكم دعم هذا الكيان".
واعتبرت بريطانيا في ذلك الوقت إن إنشاء الدولة الصهيونية في المنطقة القريبة من قناة السويس سيكون قوة معادية لأهل البلد وصديقة للدول الأوروبية.
هذه هي أوروبا التي تتشدق بالديمقراطية والحضارة والإنسانية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم: د. أنيسة فخرو
سفيرة السلام والنوايا الحسنة
المنظمة الأوروبية للتنمية والسلام